الرابطة الأولى

الفريق يستهل مرحلة `البلاي آوت` بقوة كيف نجح الدّو في حلّ عقدة المباريات خارج الديار؟

أثبت الملعب التونسي مجددا أنه يعيش أحلى فتراته خلال هذا الموسم، وأكد أيضا أنه تجاوز كل مخلفات ورواسب الماضي القريب، فبعد أن كان يعاني من تذبذب النتائج وسقوطه في كل مناسبة يكون خلالها مرشحا بقوة لتحقيق الفوز بات اليوم قادرا على فرض أسلوب لعبه والمحافظة على مستواه الثابت، والدليل على ذلك أنه تمكن من تحقيق فوزه السادس على التوالي (بين البطولة والكأس)، والأكثر من ذلك أنه نجح مجددا في تحقيق الانتصار الثاني له بعيدا عن قواعده بعد أن كان يعاني خلال الشطر الأول من البطولة من إهدار عدد كبير من النقاط سواء على ملعبه أو خارج الديار، بل إنه لم يتمكن في السابق من تحقيق أي فوز بعيدا عن مركب الهادي النيفر، قبل أن تتحقق الاستفاقة الحاسمة خلال الجولات الأخيرة من المرحلة الأولى أي بعد التعاقد مع المدرب حمادي الدّو، حيث كانت مباراته ضد النادي البنزرتي بمثابة المنطلق الجديد في مسيرته هذا الموسم بعد أن عاد الفريق بثلاث نقاط هامة للغاية غيّرت كليا واقعه وساعدته على تفادي النزول المبكر إلى الرابطة الثانية.

ومنذ تلك المقابلة تعاقد الفريق مع النتائج الباهرة والمميزة بما أنه فاز على اتحاد تطاوين في باردو، ثم انتصر ضمن سباق الكأس على اتحاد بوسالم خارج ملعبه، وبعد ذلك انتصر بضربات الجزاء على النجم الساحلي وتجاوز في الدور ربع النهائي ضيفه نجم المتلوي، وبهذه النتائج أمّن وجوده ضمن المربع الذهبي للكأس، كما وفّر لنفسه أفضل الظروف من أجل بدء منافسات "البلاي آوت" من الباب الكبير، وهو ما تجسم من خلال الفوز بثلاثية كاملة على حساب مضيفه مستقبل سليمان في أولى جولات المرحلة الثانية من البطولة.

ثقة أكبر وعلاقة متينة بين المدرب واللاعبين

مقارنة بتشكيلة الفريق مع المدرب السابق اسكندر القصري، فإن المدرب الثاني للملعب التونسي هذا الموسم لم يغير كثيرا من ملامح هذه التشكيلة بل إن التحويرات شملت عددا محدودا من المراكز، حيث وقع التعويل على الوافد الجديد الصادق التوج في المحور إلى جانب وسام بوسنينة، واستعاد كريم العواضي مكانه ضمن التركيبة الأساسية في وسط الميدان عوضا عن محمد لامين انداو، لكن رغم ذلك تغيّر أداء الفريق بشكل واضح للغاية وتحسنت النتائج، والأهم من ذلك أن الفريق حافظ على مستواه الثابت دون أن يسقط في فخ الاستسهال أو الإفراط في الثقة، بل على العكس من ذلك تماما فقد تمكن المدرب حمادي الدّو من "خلق" مناخ ملائم داخل الفريق وسعى إلى بناء علاقة متينة مع كل العناصر وخاصة "الكوادر"، ليتفادى بذلك كل الإشكالات التي حصلت مع المدرب السابق الذي دفع غاليا ثمن توتر علاقته بعدد من اللاعبين، في حين نجح الدّو في إعادة الثقة لدى اللاعبين والفريق ككل، وكان من الطبيعي أن يحصل التجاوب بين الإطار الفني والمجموعة وتتحسن النتائج سريعا.

ومن النقاط الإيجابية التي ميزّت المرحلة الحالية في مسيرة الفريق هذا الموسم أن الإطار الفني نجح أيضا في الاستفادة من تحسن النتائج وهو ما جعله يكسب الفريق ثقافة الانتصارات التي استمرت على امتداد ست مباريات حصد خلالها الملعب التونسي تسع نقاط في البطولة، وتأهل كذلك إلى الدور نصف النهائي لكأس تونس.

دفاع متماسك وهجوم أكثر نجاعة

من العوامل التي سهّلت مهمة حمادي الدّو وساعدته على تحسين نتائج الفريق سواء في ملعب باردو أو خارجه هو تجاوز الصعوبات التي مرّ بها الملعب التونسي في فترات سابقة من الموسم، وأهمها مشكل الهشاشة الدفاعية، حيث أن الفريق لم ينجح على امتداد عدد كبير من المقابلات في تفادي قبول الأهداف وخاصة في الأوقات الحرجة، لكن ما يقدمه الفريق حاليا يؤكد أن مستواه تحسن بشكل واضح من الناحية الدفاعية، ولعل المباراة الأخيرة ضد مستقبل سليمان تؤكد هذا المعطى حيث استطاع فريق باردو حسم المقابلة دون أن يقبل أي هدف، وبالتوازي مع ذلك استمر الأداء الهجومي المميز، فعلى امتداد المباريات الست الأخيرة نجح زملاء الجويني في التسجيل في كل المباريات، وبمعدل يناهز هدفين في كل مقابلة (الفريق سجل 11 هدفا في ست لقاءات).

وما يمكن تأكيده في هذا السياق أن الإطار الفني نجح في إيجاد التوليفة المناسبة في وسط الميدان، وشكّلت عودة العواضي للعب أساسيا باستمرار نقطة حاسمة في مسيرة الفريق الذي أصبحت خطوطه أكثر تقاربا ولاح الانسجام واضحا بين مختلف الخطوط، لذلك يمكن القول إن الملعب التونسي مستمر في طريقه الصحيحة، والثابت أن الانفراد منذ الجولة الأولى بصدارة مجموعة "البلاي آوت" برصيد سبع نقاط كاملة يجعله في مأمن من كل المفاجآت في انتظار تأكيد أفضليته وجدارته بحسم بقائه مبكرا.